انتبه.. العلاقات العاطفية الفاشلة تضر بالصحة وتؤدي إلى الوفاة
انتبه.. العلاقات العاطفية الفاشلة تضر بالصحة وتؤدي إلى الوفاة
يبتعدان وكأن الفراق قد سحب بساط السعادة من تحت أقدامهما، كلاهما أو أحدهما، هو ميتة صغرى، فيه تفارق من امتزجت روحه بروحك فيتشكل الجرح الذي لا يبرأ، يعل عليك كلما طالته يد الذكرى، وربما ترك ذلك ندبة أخرى يدل عليها ذبول الوجه واضطرابات الوزن زيادة ونقصانًا، الاكتئاب والعزلة وربما الانتحار أو الموت كمدًا.
لا أحد يتوقع أن ذاك العضو الصغير بحجم قبضة اليد الكائن بالجانب الأيسر من الجسد، قد يقلب حياة صاحبه من النقيض إلى النقيض، فكما للعلاقات العاطفية الناجحة سحرها على حياة أصحابها إيجابًا، كذلك للعلاقات الفاشلة تأثيرها السلبي أيضًا.
في دراسة جديدة نشرت على موقع "تايمز نيوز ناو"، كشفت أن تأثير العلاقات العاطفية الفاشلة على عقل الإنسان تهدده بمخاطر صحية كثيرة.
ورصدت تقارير صحفية ما رصده العلماء في تلك الدراسة، من أن النشاط المتزايد للدماغ، ناجم عن الأحداث العاطفية السلبية، التي يمر بها الشخص، وهي ما تصل بالشخص إلى ما يطلق عليه متلازمة "القلب المنكسر"، التي تؤدي إلى نشاط زائد في الخلايا العصبية في منطقة اللوزة بالدماغ، ووفقًا للخبراء فإن هذا النشاط الزائد يمكن أن يؤدي إلى ضعف مفاجئ مؤقت في عضلات القلب، وربما انتفاخ البطين الأيسر للقلب إلى أسفل، ما قد يزيد احتمال الإصابة بالفشل والسكتات القلبية والموت المفاجئ.
وبحسب دراسة أخرى أجريت في جامعة Binghamton الأمريكية في نيويورك بهدف رصد الاختلافات بين الجنسين في التعامل مع فشل علاقة حب، والتي أجريت على 5705 أشخاص من 96 دولة قيموا درجة معاناتهم في علاقات عاطفية سابقة بدرجات تبدأ من صفر وتنتهي بـ10، كان متوسط معاناة النساء بعد فشل العلاقات العاطفية نحو 6.84 نقطة على هذا المقياس مقارنة بـ6.85 نقطة للرجال.
أما الألم الجسدي الذي عانت منه النساء بعد فشل العلاقة فكان 4.21 درجة في المتوسط مقابل 3.75 نقطة للرجال.
وتعتبر هذه النتائج مفاجئة إلى حد بعيد إذ إن درجة المعاناة لم تختلف بشكل كبير، ما يؤكد أن الفرق يكون في شكل هذه المعاناة ومدتها.
ورصدت الدراسة التي نشرتها صحيفة "دي فيلت" الألمانية، اختلافات في المشاعر التي تعتري المرأة والرجل بعد فشل العلاقة، فمشاعر الغضب والقلق والخوف هي التي كانت سائدة بين النساء، في حين يسيطر الإحساس بالضياع على الرجل بعد فشله في الحب.

طرق حزن المرأة والرجل
وتتناسب هذه النتائج مع الصورة التقليدية للمرأة بعد انتهاء العلاقة إذ تبدأ في الإكثار من تناول الطعام لا سيما الحلوى، وتقضي فترات طويلة في مشاهدة صورها مع الحبيب السابق، أما الرجل فيحاول شغل نفسه بالرياضة أو متابعة المباريات أو ربما البحث عن حب جديد، لكن أثر الألم في القلب يدوم لديه فترة أطول.
يوضح مشرف الدراسة كرياغ موريس أن السبب الأساسي في اختلاف رد فعل المرأة والرجل على فشل علاقة عاطفية، هو الطبيعة البيولوجية لكل منهما، فالمرأة تستثمر أكثر بكثير في العلاقة من الرجل.
ويضيف موريس وفقا لصحيفة "دي فيلت": "العلاقة العاطفية العابرة قد تتحول سريعا إلى حمل يستمر تسعة أشهر وتمتد لسنوات طويلة في رعاية طفل والاعتناء بأموره، على عكس الرجل الذي ينتهي الأمر بالنسبة له سريعا".
كذلك أشارت الدراسة أيضا إلى أن طبيعة المرأة تجعلها انتقائية في اختيار الرجل بشكل أكبر وبالتالي تكون صدمتها بعد انتهاء العلاقة أكبر، وتؤثر المرحلة العمرية على تحمل ألم فشل العلاقات العاطفية، إذ أظهرت الدراسة أن للرجل والمرأة على حد سواء القدرة على تحمل فشل ثلاث علاقات قبل الوصول لسن الثلاثين.. ويمكن أن يزيد الشخص نفسه في قدر ومدة المعاناة النفسية والعاطفية بعد فشل العلاقات إذ إن الاستسلام لألم ما بعد انتهاء العلاقة، يعيق الإنسان عن التفكير في طرق الخروج من هذه الأزمة.

ضرورة الدعم
قال الخبير النفسي، جمال فرويز: "إن نوع الشخصية هو الأساس الذي يكون عليه رد الفعل، فالشخصيات العصابية التي لا تتحمل الضغوط قد تصل إلى حد الانهيار، إن لم تجد الدعم الكافي ممن حولها ممكن أن تصل إلى الانتحار واضطرابات في النوم والأكل والاكتئاب الشديد وإهمال العمل، أعراضاً جسمانية، بينما الشخصيات الناضجة تتشافى وتبحث عن قصة أخرى مبنية على أسس سليمة وتعيش حياتها بصورة طبيعية".
وعن معنى الشخصيات العصابية أشار الخبير النفسي إلى أنها تعني الشخصيات الهستيرية والاكتئابية والوسواسية وجميع الأنماط العصابية، تحمل الضغوط لديها ضعيف وعليه تنهار سريعًا ويحدث لها تغيرات سلوكية، يظهر غضبها على من حولها، وكلما كانت الشخصية أنضج تجاوزت أسرع، والمشكلة التي يواجهها هؤلاء هي عدم وجود الدعم أو زيادة الضغط عليهم، ويجب الانتباه إذ عند تفاقم الأزمة تجب مراجعة طبيب نفسي".
.jpg)
وأكد أن ما يجب أن يعيه البعض، أن هناك فرقاً بين الحب والإعجاب، ليس من كل دخل حياتنا وشعرنا تجاهه بشيء ما قد وقعنا في محبته، كمن يتقابلون على السوشيال ميديا، البعض يعاني حرمانا عاطفيا، هناك الإعجاب الوهمي الكاذب وتواجهنا حالات صعبة لمن يريدون الهرب من أهلهم لأجل علاقة وهمية، والحل في مصادقة الأهل لأبنائهم والتقرب منهم وتوعيتهم بحيث يستطيعون التمييز بين علاقة الحب وعلاقة الإعجاب، فالحب سمو روحي، أما الإعجاب الذي يكون ماديا بالجسد أو بملامحه والذي يختفي مع الأزمات ليس بحب".